الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية معدل 457 إشعارا عن كل ولاية! معطيات صادمة عن كابوس «اغتصـاب» الاطفال، وهذه العقـوبـات فـي انتظـار مرتكبيها

نشر في  30 أوت 2017  (11:23)

صدم الرأي العام بتونس في الآونة الأخيرة بتواتر أنباء تقشعر لها الابدان بخصوص تكرّر حوادث الاعتداء الجنسي على اطفال لم تشفع لهم براءتهم ولا ابتساماتهم من النجاة من براثن مجرمين أعمتهم «الغريزة المرّة» وحوّلتهم الى وحوش بشرية كاسرة..
أخبار الجمهورية ارتأت في هذا الإطار تسليط الضوء من مختلف الوجهات على أبشع الظواهر فتكا بطفولتنا فكان هذا الملف...

في البداية وأثناء تصفّحنا لما جاء في نص التقرير الإحصائي السنوي لنشاط مندوبي الطفولة لسنة 2016، والذي رصد جملة الانتهاكات الموجهة ضد الطفل بمعطيات وإحصائيات رسمية عكفت المندوبية على إنجازها، تبيّنا حجم تفاقم حالات الاستغلال الجنسي الموجه ضد الأطفال التي تم التعهد بها من قبل مندوبي حماية الطفولة، حيث تم تسجيل 410 تعهد في الصدد واغلب الوضعيات عن ولايات صفاقس (52) والمنستير (43) ونابل (42)..
وقد توزعت مظاهر الاستغلال الجنسي أساسا بين حالات التحرش الجنسي بالطفل (49.8 بالمائة من تعهدات هذا الصنف) وحالات ممارسة الجنس معه (38.5 بالمائة من تعهدات هذا الصنف)..


457 إشعارا عن كل ولاية !

من جانب آخر بلغ المعدل الوطني لعدد الإشعارات الخاصة بالتهديدات الموجهة للطفل بمختلف أنواعها 457 إشعارا عن كل ولاية خلال سنة 2016..
وقد صدرت 24.6 بالمائة من الإشعارات عن ولايات إقليم الوسط الشرقي، فولايات تونس الكبرى بنسبة 21.9 بالمائة.. في حين لم تمثل الإشعارات الواردة على مكاتب مندوبي حماية الطفولة بولاية إقليم الجنوب الشرقي والشمال الغربي سوى 6.4 بالمائة و8.6 بالمائة على التوالي..
أمّا على الصعيد المحلي، فتصدرت ولايات تونس وصفاقس وسوسة ونابل وبنزرت رأس القائمة من خلال تلقي 1075 إشعارا و1071 إشعارا و855 إشعارا و832 إشعارا و696 إشعارا على التوالي خلال سنة 2016.
في المقابل، لم يتجاوز عدد الإشعارات بكل من ولاية القيروان وولاية توزر 150 إشعارا بكل منهما خلال نفس الفترة.

 بعض الأطفال لم يسلموا حتّى من والديهم !

وفقا للإفادات الأولية التي وردت بالتقرير المذكور فإن 48.9 بالمائة من الإشعارات التي تم تلقيها خلال سنة 2016 من قبل مندوبي حماية الطفولة كان المتسبب الرئيسي في تهديد أصحابها احد أفراد الأسرة وعلى وجه التحديد الوالدين أو احدهما من خلال رصد 4832 إشعارا في الغرض، وبدرجة اقل كان المجتمع والظروف التي يعيشها الطفل السبب الرئيسي في تهديد 19.2 بالمائة من الحالات الواردة وللإشارة فقد تسبب الطفل نفسه في وضعية التهديد التي هو عليها في 9.5 بالمائة من مجموع الإشعارات..
التوزيع حسب الفئة العمرية..
ووفقا للتوزيع الجغرافي للأطفال من ناحية الفئة العمرية (0-17) ناهز المعدل الوطني لعدد الإشعارات الخاصة بالاعتداءات ضد الاطفال سنة 2016 حوالي 3.1 إشعارا لكل ألف طفل (مقابل2.7 إشعارا سنة 2015 ) 12 ولاية فاق معدل عدد الإشعارات لكل طفل بها المعدل الوطني على غرار ولايات زغوان وقفصة والكاف وقبلي أين بلغ معدل الإشعارات بها 5.5 إشعارا و505 إشعارا و502 إشعارا و5.2 إشعارا..

 التوزيع الزمني للإشعارات والعودة المدرسية..

هذا وقد بلغ المعدل الوطني لعدد الإشعارات الواردة على مكاتب مندوبي حماية الطفولة خلال سنة 2016 حوالي 838 إشعارا شهريا مقابل 727 إشعارا شهريا سنة 2015 ومن خلال التوزيع الزمني للإشعارات تزامنت فترة انخفاض الإشعارات مع العطلة الصيفية، في حين تضاعف نسق تلقي الإشعارات مع العودة المدرسية وخاصة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر أين تم تلقي 1105 إشعارات..

هذه العقوبات المسلطة ضد وحوش الاعتداءات الجنسية ضد الاطفال

في المقابل وحول وجهة النظر القانونية بخصوص العقوبات المسلطة ضد مرتكبي الاعتداءات الجنسية تجاه الأطفال، كان لنا حديث مع المحامي الأستاذ منير بن صالحة الذي بيّن انّه ووفقا للفصل 227 من المجلة الجزائية المتعلقة بالجرائم الجنسية، يعاقب بالإعدام كل من واقع أنثى غصبا باستعمال العنف أو السلاح أو التهديد به. وكل من واقع أنثى سنها دون العشرة أعوام كاملة ولو بدون استعمال الوسائل المذكورة.
كما يعاقب بالسجن بقية العمر كل من واقع أنثى بدون رضاها في غير الصور المتقدمة، مشيرا إلى أنّ الرضا يعتبر مفقودا إذا كان سن المجني عليها دون الثلاثة عشر عاما كاملة.
أما بالنسبة للفصل 228 بالقانون عدد 93 لسنة 1995 فيعاقب بالسجن مدة ستة أعوام كل من اعتدى بفعل الفاحشة على شخص ذكرا كان أو أنثى بدون رضاه. ويرفع العقاب إلى اثني عشر عاما إذا كان المجني عليه دون الثمانية عشر عاما كاملة. ويكون العقاب بالسجن المؤبد إذا سبق أو صاحب الاعتداء بفعل الفاحشة في الصورة السابقة استعمال السلاح أو التهديد أو الاحتجاز أو نتج عنه جرح أو بتر عضو أو تشويه أو أي عمل آخر يجعل حياة المعتدى عليه في خطر.
هذا كما يعتبر كل اعتداء بفعل الفاحشة بدون قوة على طفل لم يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما كاملة يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام. والمحاولـة موجبة للعقـاب.
وإذا كان مرتكب الجريمة من أصول المجني عليه أو كانت له سلطة عليه فالعقوبة تصبح مضاعفة..

إحصائيات مفزعة..

على صعيد متصّل مثلت نسبة حالات التحرش الجنسي بالأطفال50.5 بالمائة من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للأطفال خلال سنة 2016، تلتها حالات ممارسة الجنس مع الطفل من خلال 209 إشعار أي بنسبة 35.5 بالمائة..
وجهويا، فاقت حالات التحرش الجنسي ببعض الولايات 80 بالمائة من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي للطفل على غرار ما شهدته ولاية جندوبة 83.3 بالمائة وولاية قفصة 83.3 بالمائة وولاية توزر 81.8 بالمائة.
فيما مثلت حالات ممارسة الجنس مع الطفل 73.3 بالمائة من مجموع إشعارات الاستغلال الجنسي التي تلقاها مندوب حماية الطفولة بولاية بن عروس لسنة 2016..

آثار نفسية كارثية

وحول الحديث عن وجهة نظر علم النفس عن الآثار النفسية لجرائم اغتصاب الأطفال والتي تكون عادة وخيمة وكارثية فإنّ أعراضها تبدأ بالشعور الكبير بالخوف من الآخر والرهبة منه وعدم الاقتراب خاصة من الشخص المعتدي وهو خوف ملحوظ من شخص أو مكان معين. فضلا عن رد فعل غريب أو غير متوقع إذا سُئل الطفل إن كان أحد قد لمسه وخوف غير مبرر من الفحص الجسدي والشعور بالاكتئاب والعجز والعزلة وعدم الدخول في أي علاقات جديدة وأيضاً من المحتمل أن يخسر بعض العلاقات السابقة..
هذا كما يصاب الطفل الضحية باضطرابات شديدة في النوم والشعور الدائم بالرغبة في اليقظة للحيطة من قدوم «العدو» إضافة إلى فقدانه الشعور بالاطمئنان والأمان والذعر عند لمس أي شخص له وتجنب الدخول في علاقات عاطفية كما تصبح الرغبة في الهرب بعيدا هاجسا له..
ومن بين الانعكاسات الأخرى نذكر التدهور المفاجئ في سلوكياته أو مستواه الدراسي وصعوبة في التركيز والتعامل لا تفسرها أي حالة جسدية أو مشكلة صحية يمر بها..

بأيّ ذنب؟

على صعيد متصّل وفي سياق الحديث عن الاعتداءات الجنسية ضدّ الأطفال في تونس نرصد لكم أبرز الحوادث البشعة التي هزّت تونس مؤخرا..

الكاف: مدرب رياضة يعتدي بالفاحشة على طفل داخل دورة المياه

تعرّض بتاريخ 20 أوت 2017 طفل إلى الاعتداء بالفاحشة من قبل مدرب رياضة يشتغل بإحدى قاعات التدريب الرياضي بمدينة السرس من ولاية الكاف.
وتتمثل تفاصيل الواقعة في تعمد الجاني مفاحشة الضحية بالقوة داخل دورة المياه قبل إن يترك سبيله في حالة يرثى لها.
وبعد إعلام الضحية لوالديه، توجها إلى مركز الأمن بالجهة أين تم إيقاف الجاني الذي تتواصل التحقيقات معه. فيما تم عرض الضحية على الفحص الطبي بالمستشفى الجهوي بالكاف.

سوسة: يعتدي بالفاحشة على طفل الـ 12 عاما

تمكنت الوحدات الامنية بسوسة يوم 3 أوت 2017، من إلقاء القبض على كهل في العقد الرابع من عمره بتهمة الاعتداء بالفاحشة عل طفل يبلغ من العمر 12عاما.
وقد تعرض الطفل للاعتداء اثر هروبه من احد المراكز الاجتماعية بسوسة للمرة الثانية على التوالي وفق ما أكده مندوب حماية الطفولة الطاهر العارم لموزاييك أف ام، مشيرا إلى انه تم ايقاف المظنون فيه من اجل ما نسب اليه، في انتظار استكمال الابحاث.

كهل الـ50 سنة يغتصب ابنة أخيه

أكد مندوب حماية الطفولة بمنوبة كريم شطورو أن الوحدات الأمنية بمنطقة طبربة من ولاية منوبة قد أشعرتهم بوقوع اعتداء جنسي على فتاة عمرها 12 سنة من قبل عمها البالغ من العمر 50 سنة . وأشار شطورو في تصريح اذاعي إلى أنه قد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من تساخير للتدخل من قبل مندوب حماية الطفولة للتعهد النفسي بهذه الطفلة وتوجيهها إلى مستشفى الرازي. كما أكد شطورو أن عم الطفلة قد استغلها في فترات متباعدة منذ شهر رمضان.

ملف من إعداد: منارة تليجاني